يحيى حوا : الفن الإسلامي ليس جمعية خيرية
يرى أن الإعلام الإسلامي لا يزال في مرحلة المراهقة
عبد الرحمن فتحي
اختار فن الأناشيد الدينية لتوصيل رسالته
مع دخول المنشد الإسلامي يحيى حوا تجربة التقديم التليفزيوني مع قناة "حياتنا" من خلال برنامج "مع يحيى"، فقد اختط لنفسه طريقا جديدا هو جزء من الحالة الفضائية العربية؛ حيث يتحول الممثلون والنجوم إلى مقدمي برامج تليفزيونية، وهو ما يربطه حوا بأنه سيقدم من خلاله ما لم يتمكن من تقديمه عبر الأناشيد من أفكار تخدم رسالته.
وبرغم كونه أول منشد إسلامي يحصل على جائزة الأوسكار في المهرجان الدولي للأغنية المصورة عن كليبه الأخير "يا ذا الجلال"، يرى أن الإعلام الإسلامي والفضائيات، بشكل خاص "لا زالت في مرحلة المراهقة الإعلامية".. وبرغم تمسكه بنوع خاص من النشيد الإسلامي يقف في مساحة وسط بين الرؤى المختلفة حول تطور أدواته، خاصة فيما يتعلق باستخدام الآلات الموسيقية، فإنه يؤيد التنوع في أشكال الفن الإسلامي بين "الإنشاد والمديح والغناء الملتزم".
استمع إلي بعض أناشيد حوا:
كن جميلا وابتسم
قلبي شدا
حياتي لله
غزة النصر
وبرغم عدد ألبوماته القليل مقارنة بعمره الفني كان من أوائل من صوروا كليبا في مجاله.. وبرغم تخصصه الشرعي وارتقائه لمنبر الإمامة فقد خاض فضلا عن مجال الإنشاد مجال تقديم البرامج، ولا يرى بأسا في توظيف نجومية الفنان في مثل هذا الأمر "ما دامت لديه الموهبة"، كما يؤكد أن الفن الإسلامي والقنوات والمؤسسات التي ترعاه "ليست جمعية خيرية" ولا ضير من أن يخوض كغيره في مجال التربح عبر نغمات المحمول ورسائل الجوال وغيرها.
إنه المنشد السوري يحيى حوا، الذي تتصفح معه شبكة "إسلام أون لاين.نت" في الحوار التالي قضايا وإشكاليات متنوعة حول مسيرته الفنية بشكل خاص، والنشيد الإسلامي بشكل عام.
براءة الخطوة الأولى
* في البداية.. ألا يعد عدد الألبومات التي أصدرتموها -6 ألبومات- قليلا مقارنة بعمركم الفني، والذي تجاوز ثلاث عشرة سنة؟
- في الحقيقة هو قليل نسبيا؛ حيث إنه من المفترض أن تكون 8 ألبومات على الأقل بدل الستة ليكون في المعدل الطبيعي، لكن الأمر يرجع لأسباب مختلفة تأتي تباعا، فأحيانا ظروف الدراسة ومجالات الاهتمام الأخرى قد تدعوك إلى التأخير، كما أن البحث عن الكلمة الجيدة والوسائل المساعدة من أستوديو مناسب وشركة إنتاج داعمة تتولى التنفيذ قد يشكل هو الآخر عقبة في الإنتاج السريع، وقد يكون السبب هو البحث عن فترة للراحة، لكن الحمد لله أنا لدي خطة أنظم فيها أموري تقوم على إصدار ألبوم كل سنة ونصف سنة إلى سنتين.
* ما بين ألبوكم الأول "جئناك" والأخير "أنت بقلبي".. ما الذي تميز به الأول وافتقدته في الأخير والعكس؟
- بالتأكيد هناك اختلاف طبيعي منشؤه تراكم الخبرات وتطور المستوى واتساع الأفق، وهذا ما ألحظه أو يلحظه غيري عند المقارنة بين ما بدأت به وآخر إصداراتي، فتحديدا من الممكن أن أقول إن الأخير يختلف عن الأول بالاحترافية المبنية على الخبرة، لكن أيضا هناك ما يميز ألبومي الأول وهو براءة الخطوة الأولى.
* كيف ترى نيل كليبكم الأخير "يا ذا الجلال"، والذي يتناول فكرة اختيار الزوجة المناسبة في معالجة كوميدية، لجائزة الأوسكار في مسابقة المهرجان الدولي للأغنية المصورة لعام 2009؟
- أراها خطوة متقدمة في مسار النشيد الإسلامي تثبت أنه قطع شوطا لا بأس به وبدأ يضع بصمة لا يمكن تجاهلها، وأحمد الله أن وفقني وزملائي لنيل هذه الجائزة، وهي بالتأكيد جاءت ثمرة لتضافر جهود كل من شارك فيه، والجائزة نلناها بعد أن تقدمت قناة فور شباب -وهي بالمناسبة المنتجة للكليب– به وبغيره من الأعمال للمسابقة، وقد حكموا عليه من ناحية فنية بحتة بعيدا عن كونه دينيا أو غير ديني، برغم أننا قد شاركنا في نفس المسابقة قبل ثلاث سنوات بكليب "حياتي كلها لله" ورفض بحجة أنها أغنية دينية.
النشيد فرض نفسه
* وفي رأيك ما الذي تغير هذا العام ليقبلوا مشاركتكم.. بل تفوز أيضا؟
- الذي تغير هو أن النشيد الإسلامي في الفترة الأخيرة فرض نفسه، وأصبح الفن الإسلامي له مكانه الذي انتزعه من خلال تألقه وتطوره من الناحية الفنية، والمنشدون أنفسهم بدءوا في تطوير أنفسهم فنيا، ومحاولة إخراج أعمالهم بشكل فني يتناسب ومتطلبات العصر ورغبات الشباب المسلم من غير خروج عن المساحة المباحة، مما أثمر زخما إعلاميا أكبر.
* ربما كما تقول قطع الكليب الإسلامي شوطا لا بأس به، لكن بعكس ما كان يتوقع البعض نجد كثيرا من هذه الكليبات لا تعبر عن فكرة بقدر ما تركز على شخص المنشد في مشاهد متنوعة؟
- أتفق مع هذا النقد، لكن أختلف معه في التعميم، صحيح أنه قد ظهر هذا الشيء من بعض إخواننا المنشدين؛ حيث تجد الكليب لا يحمل أي فكرة، وكل ما في الأمر أن المنشد يقف والكاميرا تدور حوله دون تقديم أي معنى، وحقيقة أنا ضد هذه الكليبات، لكنها لا زالت قليلة ونادرة في مجال النشيد الإسلامي، والنادر لا حكم له، وأنا أرى أن الفكرة والرسالة موجودة في الكلمات بالفعل، لكن إذا غيبتها الصورة فما ضرورة الكليب؟! لذلك أنا من خلالكم أتوجه بالنصح لنفسي وزملائي وكذلك المؤسسات التي تتولى إنتاج مثل هذه الكليبات أن ينأوا بأنفسهم عن ذلك.
* عبد الوهاب المسيري رحمه الله قال: "القنوات الفضائية التي تذيع الفيديو كليبات تصل إلى منازلنا وأحلامنا، وتعيد صياغة رؤانا وصورتنا للآخرين ولأنفسنا"، فهل ترى تجربة القنوات التي تبث الفن الهادف استطاعت أن تقوم بهذا الدور؟
- بالفعل لمسنا أثر هذه القنوات في البيوت التي بدأت تتابعها، وبعض الأشخاص الذين يتابعون هذه القنوات ظهر تغير في مستوى التزامهم وتدينهم، لكن للأسف لم نصل إلى غالبية البيوت؛ بسبب ضعف الإمكانيات التي بين أيدينا من جهة، ومن جهة أخرى –وليعذرني جميع إخواني في المؤسسات الإسلامية- أننا لم نحترف العمل الفني كما يجب أن يكون، وأنا هنا أستعير تعبيرا لأحد زملائي حيث قال: "لا زلنا في مرحلة المراهقة الإعلامية".
البداية من الصفر
* البعض يبرر هذا بأن التجربة لا زالت في بدايتها؟
- نعم.. لكن هناك من سبقونا بخطوات ويجب أن نبدأ من حيث انتهوا، وأن نبني على ما بناه الآخرون، لا أن نبدأ من الصفر، وهذه مشكلة قنواتنا، وهي البداية من الصفر، لا تستفيد حتى من قناة إسلامية مثلها، فضلا عن الاستفادة من القنوات العادية التي سبقتنا من عشرات السنين، يكفي أن أقول لك إن أبسط أشكال الاحتراف التي أعنيها أن يكون لدى القناة فريق تسويقي، وللأسف معظم القنوات الإسلامية الآن -إلا عدد محدود يعد على أصابع اليد الواحدة- ليس لديها فريق تسويقي يقوم على تسويق منتجات القناة، للأسف كما ذكرت عدد محدود لديه فريق تسويقي، أما الباقي كما يقولون "سلامتك وتعيش".
* مأخذ آخر يتخذه البعض على الفضائيات الإسلامية هو استغلالها لنجومية الفنان تجاريا لتحقيق مكاسب معتمدة على الجانب الاستهلاكي لدى الجمهور من خلال أشكال مختلفة كنغمات الهاتف المحمول، والدعاية التجارية، والتواصل مع جمهور القناة عبر رسائل المحمول والمسابقات المعتمدة على ذلك أيضا؟
- أخالف هذا الرأي.. فكيف يعد ذلك استغلالا مع أني لم أفرض على الجمهور أن يرسل رسالة أو يحمل أنشودة؟! كل ما في الأمر أني عرضت سلعة وحددت سعرها وهو اختار.. ولو تحدثنا بلغة الأرقام لوجدنا أن القنوات الإسلامية مقارنة بالقنوات الأخرى في هذا المجال لا تكاد تحصل على شيء، بل إنه لا مجال للمقارنة، كما أن من يقبل على هذه الوسائل لا يمثل 1% من عدد جمهور القناة، فهل تظن أن هذا يغيب الجمهور ويجعله استهلاكيا أو يستغله؟!
فضلا عن كون هذه القنوات تشكل بديلا إسلاميا مطروحا كخيار، فماذا تمثل ثلاثة جنيهات مثلا وهي ثمن الرسالة من أجل نغمة أو غيرها ويعتبرها المرسل في النهاية دعما للفن الإسلامي، كما أنها ثمن مقابل خدمة.. ينبغي أن ندرك أن الفن الإسلامي ليس جمعية خيرية، وليس معنى كوني منشدا أن يكون العمل مجانيا، أنا صاحب رسالة أقدمها من خلال فني الذي هو عمل في النهاية، لابد أن يكون له هامش ربحي حتى أتمكن من الاستمرار والتطور وأكون على مستوى المنافسة.
يستغل أم يغتنم
حوا : المنشدون بدءوا في تطوير أنفسهم
* في إطار تجربتكم الإعلامية الأخيرة مع قناة حياتنا من خلال برنامج "مع يحيى" البعض يرى أنك تقلد كثيرا من النجوم الذين دخلوا هذا المجال لخدمة مصلحة القناة المنتجة برغم عدم امتلاكهم للمؤهلات اللازمة؟
- وجهة نظر.. لكني أرد عليها أني لم أقدم على هذه الخطوة إلا بعد استشارة أناس مختصين في المجال الإعلامي، ولديهم خبرة عشرات السنوات في هذا المجال، وقد تابعوا الحلقتين الأولى والثانية ورأوا أن الموهبة موجودة ونصحوني بالاستمرار... وبالنسبة للقناة والمنتج فأنا لا أحب تعبير "يستغل" لماذا لا نقول مثلا "يغتنم" وهذا مشروع، وقد كان معروضا علي قبل هذا البرنامج أربعة برامج في أربع قنوات مختلفة، لكني وافقت على هذا البرنامج بالذات لأني أعرف القناة جيدا ورسالتها، كما وجدت أنني سأقدم من خلالها ما لم أتمكن من تقديمه خلال الأناشيد من أفكار تخدم رسالتي.
* هناك انتقاد آخر لبرنامجك، وهو أنه نسخة مكررة لبرامج سابقة، كبرنامج "دارك" للفنان أشرف عبد الباقي، وغيره، وهي كلها في النهاية نسخ مقلدة لبرامج غربية؟
- أحب توضيح أنه في البداية كانت فكرة البرنامج مختلفة عما هي عليه الآن، وبرغم أنها كانت فكرة مختلفة ونابعة من إبداع خاص، لكن للأسف الضعف المادي للقنوات الملتزمة بشكل عام يلزمك بالتوقف عند حدود معينة، كما أنني لا أرى مانعا من التكرار إن كان البرنامج يقدم في ثوب مختلف ولا يقلد تماما، إنما يستفيد من بعض جوانب البرامج الأخرى، كما أنه وإن تشابه في شكله الفني فإنه مختلف تماما في المضمون.
* من تسجيلات الكاسيت إلى الكليبات إلى تقديم البرامج.. وأخيرا تطرق أبواب ما يعرف بالـ"نيوميديا" من خلال التفاعل مع جمهورك عبر منتداك الخاص وصفحتك على موقع فيس بوك الشهير، والتي تجاوز عدد المعجبين المسجلين بها 6 آلاف عضو.. فماذا أضاف هذا التواصل ليحيى حوا؟
- الجمهور الذي يسجل في المنتدى هو جمهور محب ومقرب وحريص على المنشد، فإذا ما تواصلت معه فستعرف ماذا يريد.. وماذا يسعده.. وماذا يزعجه.. وهو ما يساعد المنشد في تحديد اختياراته بما يتلاءم وذوق جمهوره، وقد أغير أحيانا في كلمات بعض القصائد أو رؤيتها بشكل عام، وفقا لما رآه هذا الجمهور الذي تثق فيه ويثق فيك، وقد حدث ذلك معي فعلا.. ففي أحد الأناشيد التي وضعتها مؤخرا، وكان يصاحبها إيقاع صاخب بعض الشيء، لفت واحد من جمهوري نظري إلى هذه الملاحظة، والتي استمعت إليها وعملت بها، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى الناس بها.
* لكن كما ذكرت فإن رواد المنتدى والصفحة هم جمهورك ومحبوك، وبالتالي ذوقه ومرجعياته نفس ذوقك ومرجعياتك.. فهل تكتفي به أم تسعى لاستطلاع آراء أكثر تنوعا؟
- هناك بالفعل منابر أخرى تختلف معنا ومع رؤانا، لكن دعني أحدثك بصراحة، نحن لم نسع إليها كهدف، لكن لو وصلتنا آراء ناقدة وعلمنا بها ووجدنا أنها تستحق الرد، وكانت على قدر من المنطق والموضوعية فأنا أهتم بها وأتفاعل معها تفاعلا لا يقل عن تفاعلي مع الموضوعات التي على منتداي، مهما كانت مختلفة معي، وأنا أجد هذا النقاش مثريا ومفيدا وأتعامل معه بكل أريحية.
رأي القرضاوي
* رئيس رابطة الفن الإسلامي الدكتور علي العمري قال في إحدى حواراته السابقة: "الفن بشكل عام لا يبحث عن عباءة شيخ، الفن هو إبداع بالدرجة الأولى" في حين أننا ما زلنا نرى الكثير من نجوم الفن الإسلامي، وأنت منهم، يتقيدون بأمور مرجعها الانحياز لرأي متحفظ مع وجود الرأي الآخر على حساب احتياج المجتمع، لماذا تضعون تابوهات برغم أن هناك مساحة شرعية يمكن التحرك فيها؟
- الأمر ليس كذلك، وبالنسبة لي أنا أرى أن عندنا في مجال الفن ثلاثة أشكال: غناء.. وغناء ملتزم.. وأناشيد، والشكل الثاني وهو الغناء الملتزم أبرز من يمثله سامي يوسف وماهر زين، وهو القائم على كلمات طيبة هادفة تصحبها موسيقى، وهناك النشيد وهو شكل فني آخر يعتمد على الكلمة بدون موسيقى.. وأنا من أصحاب هذا الشكل، ورأيي الشخصي أن هذه أنواع من الفنون بعيدة عن الحلال والحرام.. ومن الناحية الشرعية أنا أتبنى رأي الشيخ القرضاوي ومن على نهجه من العلماء في مسألة الموسيقى.. لكني لا أستخدمها لأني لا أرى نفسي في هذا الشكل من الفن، كما أنني أرى نفسي ناجحا في مجال النشيد، وأوصل رسالتي من خلاله.
وبالنسبة لقول د. العمري.. فأنا أتفق معه بنسبة كبيرة فيما يقول، ولكن هناك نقطة.. أي شيخ يقصد؟ أظنه يقصد الشيخ التقليدي البعيد كل البعد عن الإبداع وعن الانفتاح، لكن لا أعتقد أنه يقصد بالشيخ فكرة الشيخ في حد ذاتها؛ لأنه لو كان يقصدها فأنا -مع احترامي وتقديري له– سأختلف معه لأنه يجب أن يكون لكل إنسان مرجعيته الشرعية التي يعود إليها في جميع أعماله، ويستلهم منها أجوبة تتوافق مع الواقع؛ لأننا جميعا في النهاية عباد الله ونسعى بعملنا هذا لرضاه قبل كل شيء.
* في الآونة الأخيرة أصبح من الشائع أن يكون للمطربين من خارج حقل الفن الإسلامي أغنية دينية في كل ألبوم.. فكيف تفسر هذه الظاهرة؟
- أنا أرى أن مرجع ذلك بالدرجة الأولى هو حالة العودة للدين والالتزام المنتشرة بشكل عام في أمتنا، والتي تعرضت لأكثر من صدمة مؤخرا، منها حرب غزة والإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما أثر على الأمة بشكل كبير وأثمر عودة للدين، كما أن انتشار الدعاة الشباب الذين يتحدثون بلغة عصرهم يعد عاملا أساسيا في أن كثيرا من أرباب الفن وصلتهم كلمة الخير فتحركوا بها، وهذا لا ينفي أن بعض هؤلاء فعلا وجدوا أن النشيد الديني في مد ويأخذ مساحته في الوقت الحالي وموجته في ارتفاع مستمر فأحبوا ألا يفوتهم هذا.
* ما جديد يحيى حوا بعد "يا ذا الجلال"؟
- نصور حاليا كليب "عروس الشام" عن القدس المحتلة، والذي كان من المفترض أن يتم تصويره منذ 6 أشهر، ولكن تأخر لظروف متعلقة بالإنتاج، وقد شاركت في الإعداد والتجهيز والغناء في أوبريت "القدس تجمعنا" الذي عرض مؤخرا بمناسبة انتهاء عام 2009 الذي كانت فيه القدس عاصمة الثقافة العربية.
Read more:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1265890307841&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout#ixzz0mProMOmy